طائفة السامريون عن قرب

طائفة السامريون عن قرب

بقلم/ أحمد عبدالله شاهين

باحث متخصص في الشأن الإسرائيلي

طائفة السامريون عن قرب

طائفة السامريون عن قرب : ففي قلب الضفة الغربية تعيش طائفة تصف نفسها بالسلالة الوحيدة والحقيقية لبنى إسرائيل و يشكلون الطائفة الدينية الأصغر في العالم وطنهم مدينة نابلس الفلسطينية التي تعاني من الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من نصف قرن وهم يطعنون في اليهودية الحديثة التي يعتبرونها إنشقاقاً عن العقيدة العبرانية الصحيحة.

نحاول في هذا المقال تتبع جذور الخلافات بينهم وبين إسرائيل وموقفهم من القضية الفلسطينية.

طائفة السامريون عن قرب

يقطنون سفح جبل جرزيم المقدس لديهم ويعتبر السامريون أنفسهم أصحاب ديانة رابعة مستقلة مثلها مثل اليهودية والمسيحية والإسلام ويعتبر السامريون أنفسهم بني إسرائيل الحقيقيون لإنحدارهم من ثلاثة أسباط من أبناء يعقوب وهم إفرايم ولاوي ومنسّه وجدير بالذكر أن الإنقسام بين اليهود والسامريون له جذور تاريخية يرجعونها إلى التنافس بين مملكتي يهودا والسامرة فحسب أسفار العهد القديم جاء العبرانيون إلى فلسطين واقتتلوا فيما بينهم واسسوا مملكتين السامرة في الشمال وعاصمتها سابسط في نابلس ويهودا في الجنوب التي شيد ملكها النبي سليمان معبدها في القدس وهو الأمر الذي يعتبره السامريون مخالفاً لتعاليم التوراة.

السامريون

طائفة السامريون عن قرب

يقول السامريون أنهم أحفاد ملوك المملكة الشمالية الذين جاءوا إلى فلسطين قبل نحو ثلاثة الآف وستمائة عام هرباً من بطش فرعون ولم يغادروها منذ ذلك الحين. في عام ٥٨٦ ق. م

اجتاح البابليون مملكة يهودا وسبوا أهلها الي بابل واولئك لم يعودوا الي مملكتهم إلا بعد احتلال بابل من قبل الفرس وحين عادوا أعاد يهود السبي البابلي معهم حسب السامرين توراة محرفة فكان السامريون على حد قولهم هم من حفظوا النسخة الأصلية ووفقاً لحسابات السامرين فإن الطائفة تعد لنفسها ١٦٣ جيلاً في نابلس ويقدسون جبل جرزيم الذي يزعمون أنه الجبل الذي أمر الله فوقه ابراهيم بأن يضحي بابنه.

طائفة السامريون عن قرب

مائة ثلاث وستون جيلاً عاش خلالها السامريون تحت حكم الإمبراطوريات المتعاقبة من الرومان مروراً بالبيزنطية فالأموية والعباسية وأخيراً العثمانية اختلاط خلالها السامريون بأهالي نابلس. ويقول مؤرخون سامريون أن الكثير من سكان المدينة ينحدرون من السامريين الذين اعتنقوا الإسلام بسبب الاضطهاد الذي عانوه على يد الحكام المختلفين ولأن الطبيعة التوحيدية للإسلام سهلت عليهم ذلك.

السامريون

طائفة السامريون عن قرب

واليوم كما قبل مئات السنين يقود السامريون العضو الأكبر سناً من عائلة الكهنة الذين يقولون أنهم ينحدرون من نسل النبي هارون الأخ الأكبر للنبي موسى عليهما السلام.

طائفة السامريون عن قرب

عدد أبناء الطائفة اليوم تقلص إلى بضعة مائة فقط يتوزعون بين نابلس الفلسطينية وخولون قرب تل أبيب ويتحدثون العبرانية القديمة والعربية والعبرية الحديثة. دينياً يلتزم السامريون بتوصيات توراتهم بحذافيرها ولا يعترفون بالتلمود ويؤمنون بأركان خمسة:

الركن الأول : هو الإيمان بوحدانية الله وأن الله واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.

الركن الثاني عند السامريين: هو الإيمان بنبوة موسى عليه السلام.

اما الركن الثالث لديهم : إيمانهم بتوراة موسى ويقولون انها خمسة أسفار فقط.

الركن الرابع :إيمانهم بجبل جرزيم فهو قبلتهم المقدسة.

اماالركن الخامس عندهم : هو الإيمان بيوم العذاب والعقاب.

طائفة السامريون عن قرب

ويحتفل السامريون بأعياد سبعة وردت في التوراة :

تبدأ بعيد الفصح في إبريل من كل عام والذي يجسد ذكرى خروج بني إسرائيل من مصر وفي الشهر السابع من السنة العبرية يأتي عيد العُرش أو المظلة الذي يخلد لديهم مساعدة الله لبنى إسرائيل أثناء التيه في صحراء سيناء، كما يحافظ السامريون على عاداتهم وتقاليدهم المتوارثة أباً عن جد. يعاني أبناء الطائفة السامرية من نقص في عدد الإناث مقارنة بالذكور.

على الصعيد السياسي يضيف السامريون بعداً جديراً بالإنتباه للقضية الفلسطينية إذ أن هويتهم المختلطة تضعهم على مفترق طرق في الصراع.

طائفة السامريون عن قرب

لكن رغم الوثائق الموجودة يعتبر اليهود السامريون كفاراً ويصف السامريون اليهود بالمنشقين ومن المعلوم تاريخياً أن النزاع بيت اليهود والسامريين ليس بجديد وقد ساعد قيام دولة إسرائيل عام ١٩٤٨م على حسب وجهة نظر السامريين اليهود على تنظيم صفوفهم وطمس حقيقة السامريين وبالإضافة إلى التنافس بين اليهود والسامريين على أصول القصص التوراتية يعاني السامريون كما يعاني الفلسطينيون من الاحتلال الإسرائيلي وقسوته ويعتبر السامريون أنفسهم فلسطينيوا الموطن والسامريون يجمعون تناقضات تمثل بساطة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتعقيده في نفس الوقت فهم يتكلمون العربية وليسوا عرباً ويتكلمون العبرانية ويتعبدون في الكنيس وليسوا يهودا ويعتبرون إسرائيل مشروعاً سياسياً مضللاً. وإلى لقاء،،،

إسرائيلالسامريونطائفة السامريون