«الكنيسة القبطية والأزهر الشريف» العيش والملح علي ضفاف النيل

وجهان لعملة مصرية واحدة

«الكنيسة القبطية والأزهر الشريف» العيش والملح علي ضفاف النيل

 

العيش والملح علي ضفاف النيل

 

العيش والملح علي ضفاف النيل

 

  جوزيف سعد

 

سجلات حافلة لكلا من الأزهر والكنيسة من البطولات الإنسانية والمواقف الوطنية عبر العصور والتاريخ ، عند الأوقات العصيبة تتكرر ، لتصل رسالتهما السماوية في الأوقات الحرجة ، تتجلي عدالة السماء من خلالهما ، قوة إيمانهما في التضحية والبذل من أجل رفعة الوطن وطمأنينة المصريين ، تنمو بهما أراضي بلادنا بغصون المحبة وتمتلئ سماؤها بطيور السلام ، مصدران القوة في الخير والضعف في الشر لمجتمعنا المصري  . 

كما« مصر هبة النيل »الأزهر والكنيسة العيش والملح علي ضفاف النيل ، تاريخ مشترك لا يتجزأ ، حياة واحدة بقلب واحد لجسد عايش لأسم مصر الواحد ، لابديل عن حبنا لها ، لا نستطيع أدراك مصر بدون تغاريد الآذان وأنغام الأجراس وليالي رمضان وصوم العذراء والميلاد ، أوصال الترابط العميق والألفة المبهجة  ، فقد أعتادت حواسنا علي روائع الأيام لتلك المناسبات المفرحة ، نسيج مصري لجذر راسخ لايهزه ريح ولا يزعجه أصوات طبول الفتنة وفرق الشر .

«الكنيسة القبطية والأزهر الشريف» العيش والملح علي ضفاف النيل

 

نبذة عن الجهاد الإنساني والوطني للأزهر الشريف

_ منذ أنشاؤه جوهر الصقلي في عهد العصر الفاطمي عام ٩٧٠م_٣٥٩هجرية ويظل الأزهر الشريف منارة العلم الإنساني وقلعة المقاومة وبؤرة الثورات أمام حملات التهجم وتيارات الأحتلال والأستبداد السياسي لمصر عبر الأزمان، فكان له موقف سلمي وجهاد وطني قوي تجاه المعتدين لحياة الوطن 

_ أثناء ثورة القاهرة الأولي والثانية عام ١٧٩٨_١٨٠٠م كان الأزهر مركز المقاومة والثورة أمام الأحتلال الفرنسي 

_ عام ١٨٠٥م سجلت الحركة الوطنية نصراً  بمساندة الأزهر وشيخه عبدالله الشرقاوي بعزل خورشيد باشا المستبد بقيادة الزعيم عمر مكرم 

_ حققت ثورة ١٩١٩م« ثورة الوحدة الوطنية» نجاحاً بقيادة الزعيم الوطني سعد زغلول «خريجي الأزهر»  بمطالبها المرفوعة أمام الأحتلال البريطاني ، إلي جانب مواقف الأزهر الأيجابية في الحروب التي قامت بها مصر ضد المعتدين في العصر الحديث ، فكان الأزهر دائما عبر التاريخ جندي مجهول أمام الأزمات السياسية المختلفة التي تعرضت لها بلادنا 

_ أنشاء الأزهر  «بيت العائلة المصرية» من أهم المؤسسات التي رسخت قيم المواطنة والوحدة الوطنية والبحث في القضايا الأجتماعية وتنوير الفكر الإنساني

_  الموقف الأيجابي والوطني للأزهر بجانب ثورة 30 يونيو_2013 م والأقصاء بجماعة الأخوان 

نبذة عن المواقف الإنسانية والوطنية للكنيسة المرقسية

_ منذ أنشاء أول كنيسة قبطية عام  ٦٥م  علي يد مؤسسها القديس مرقس الرسول ، وبداية التقويم القبطي للكنيسة عام ٢٨٤م نسبة إلي التقويم الشمسي الفرعوني ، يظهر الدور الوطني للكنيسة بالتمسك بالهوية المصرية والحفاظ علي اللغة والمصطلحات  القديمة منذ بطش الرومان 

_ موقف الكنيسة الواضح والرافض تماماً منذ عصور الأحتلال إلي الآن بالحماية الأجنبية للأقباط والتدخل في شؤونهم وطمس محاولات الفتن والوقيعة مع شركاء الوطن

_ تظل تعاليم المحبة الكنيسية درع واقي في الحياة الأجتماعية في مصر 

_ تمسكت الكنيسة بالموروثات الفرعونية وعادات وتقاليد الحياة المصرية القديمة كتقديم البخور في الصلوات وزيارة المقابر وأربعين الموتي وسبوع المولود و أعياد شم النسيم وكعك العيد والزينة والحلي ودبلة الخطوبة وغيرها من المظاهر المتعددة التي نراها 

_ يقوم التقويم القبطي للكنيسة أمتداد للتقويم المصري القديم ق. م والذي يعتمد عليه الفلاح المصري في مواسم الزراعة والحصاد حتي الآن

_ الموقف الأيجابي والوطني للكنيسة بجانب ثورة 30 يونيو_2013 م والأقصاء بجماعة الأخوان 

ويزال هناك الكثير من المواقف والأدوار التي لاتحصي ولا تعد كي تذكر لكلا من الأزهر والكنيسة ، بالتأكيد سوف نسجل المزيد عن أدوارهم الإنسانية والوطنية لبلادنا في المستقبل والتي سوف يتحدثون عنها أجيالنا اللاحقة ويقومون بالتدوين كسجلات تاريخية وكنماذج أرشادية يتحدث عنها شعوب ودول المجتمعات الآخري ، تدفع بمصر لرسالة سلام أجتماعي للعالم إلي نهاية الزمان. 

«الكنيسة القبطية والأزهر الشريف» العيش والملح علي ضفاف النيل

 

« تحليلاً  للبحث في التاريخ ».. ظل الأزهر والكنيسة جنباً إلي جنب في محاولات دائمة لوحدة وأستقرار وسيادة مصر عبر العصور ، وظل المخزون الحضاري يجمعهما ليصبح الأزهر و الكنيسة كلاهما «وجهان لعملة مصرية واحدة» حيث  ساهم الأزهر علي الحفاظ بوجه الأستقلال السياسي الحضاري لمصر  وساعدت الكنيسة علي الحفاظ بوجه الهوية والمخزون الثقافي الحضاري لمصر ، لتصبح بلادنا إلي الآن دولة مستقلة ذات سيادة في المنطقة الجغرافية يحترمها ويقدرها العالم أجمع . 

أقوال مأثورة :-

* إن مصطلح الأقليات لايعبر عن روح الإسلام وفلسفة الأزهر ، وأن مصطلح المواطنة هو الأنسب والعاصم الأكبر و الوحيد لأستقرار المجتمع

                 « الإمام أحمد الطيب » 

 

* وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن  

                  « البابا تواضروس » 

 

* المذاهب ، الطوائف ، الأديان .. تجمعها الإنسانية في الحياة الأجتماعية في أي مكان .. 

            « العلوم الإنسانية الاجتماعية»  

 

 

 

الأزهرالأمام أحمد الطيبالبابا تواضروسالكنيسةالمخزون الحضاريجوزيف سعد