المرأة وهرمون التستوستيرون

تحرر عقلية وسيكولوجية المرأة ، تعد أحد المظاهر العلمانية في المجتمع _ واقع الصراع الفكري بين المرأة و الرجل هو «صراع علماني ديني»

المرأة وهرمون التستوستيرون

المرأة وهرمون التستوستيرون

 

جوزيف سعد

 

-التطلعات العلمانية للإناث أمام الموروثات الدينية للذكور هي حقيقة الفجوة الفكرية بينهما 

 

تسعي المرأة أمام هرمون التستوستيرون جاهدة في اثبات ذاتها عن فترات ظلامية من حياتها ، خلال عقود سنين ماضية مرت علي بلادها ، من القهر والإجبار والإخضاع إلي التقاليد الذكورية التي تفرض عليها كالعبد أو المستعمر أو المحتل ، لتصبح مجرد آله عاملة خاضعة لأفكاره من زمن بعيد ، تمسك المجتمع الذكوري بعبودية تلك الافكار بمثابة اسلوب حياة عنيد تعيشه المرأة المصرية والعربية تحت الهيمنة والسيطرة ، لتبذل قصاري الجهد والنضال من أجل “تحقيق الذات” الذي يكمن فيه سعادة الإنسان  

«تدني الحقوق والقهر والضعف» جعلته المرأة الآن بأرادتها ذكريات من زمن فات ، لتبدأ بنفسها عن رسم عهد مثمر من جديد والتي استطاعت من خلاله تطور وتغير فكر موروث وعتيق كان يصيب الذكور ، فيه يظهر قدرة المرأة في صناعة التحرر والتغيير  ، و يمثل شكل من مظاهر الإتجاه العلماني الملموس داخل المجتمع المصري بصورة واضحة وقوية التأثير

تحرر وتغير المرأة المفاجئ أثار غضب هرمون التستوستيرون في عصب تقاليده وموروثاته الفكرية «الأجتماعية والدينية»،  فلم يظل صامتاً كثيراً عن ذلك التحول الفكري والتحرر النفسي لجنس حواء ،  والذي يعتبره كسر لكرامته وكيانه المجتمعي ونخوته الجوفاء ، ليبدأ هنا الصراع والجدال الفكري وهوة الفجوة بين جنسي المجتمع عن أصول دينية ذكورية وأفكار علمانية انثوية

 ويشهد التاريخ أن هرمون التستوستيرون كان سبباً في عصور الحروب وسنين الإرهاب وفي أرملة الزوجة والاطفال اليتامي وكسر قلوب الأمهات ، فلماذا يظهر هذا العنف عن ذلك الهرمون ؟ وإلي متي ينتهي عنه ؟ ونحن نظل نشاهد بعين الأسي والحسرة وبقلوب دامية عن القتلي و الجرحي من اخواتنا الفلسطينيين والطرف الآخر من صراع هرموني ذكوري عسكري «عقائدي وعنصري» عنيف ، ضحيته الأبرياء وابطالة الصراع الهرموني بين الذكور

المرأة وهرمون التستوستيرون

تظل المرأة حمامة السلام في العالم يخلو تاريخها من العنف والصراعات والحروب

المرأة وهرمون التستوستيرون

 

المرأة وإلي الابد تظل الأم المثالية والزوجة الأصيلة  والأخت الحنونة والبنت الرقيقة ، تظل شريكة الحياة المحبوبة والقلب الدافئ الساكن والمعشوق ، تبقي ثمرة الزوج وحضن الأبن ، ينبوع مشاعر وعطف ، ورقة الأحساس بأوجاع الآخرين ، زهرة المنزل والأسرة وتظل مسكن الملائكة ، أمومتها حاضنه الأبناء وحافظة ماتبقي من حب مع شريك الحياة الزوجية ، تظل حلم كل رجل متحضر ومثقف ، واعي ، قوي الشخصية يقدر صفاتها ، فهي كالشجرة المثمرة التي لا ينقطع عطاؤها،  فيض من المشاعر والعواطف المقروءة والملموسة دون رياء أو اختزال لاتقف عند حد موقف المستقبل أو التلقي فقط بل مفداها الارسال والفيض الذي يروي طباع شخصيتها الانثوية 

ندية الفكر والصراع بين المرأة والرجل هو نتاج تحول ثقافي اجتماعي في مضمون مرحلة الأنتقال الفكري للمجتمع المصري ، والذي له تداعياته علي شكل خلافات زوجية وحالات طلاق وتأخر زواج لنشهد الكثير من حالات العنوسة والعذوبة الفترات القادمة تحت ظل التضخم الاقتصادي وضغوط غلاء المعيشة والتطلعات الخيالية للاجيال

المرأة وهرمون التستوستيرون

 

تعاني محكمة الاسرة كثير من حالات الطلاق ويقدم إليها العديد من النزاعات والخلافات الزوجية والسبب الرئيسي هو الفجوة الفكرية بين الشريكين و تصبح حالات الطلاق في الأزدياد عن كل عام ، لنكتشف أن كثير من حالات زواج جديدة لم تستمر طويلاً ، وهنا تجسيد لحجم وخطورة الاختلاف والصراع الفكري بين جنسي المجتمع وأثره علي تربية الابناء والأمور التربوية ومشكلات الظواهر الاجتماعية في المجتمع 

المرأة وهرمون التستوستيرون

رجاء اجتماعي إلي حاملي هرمون التستوسيترون بأن يحد من زئيره الهرموني عن موروثاته الفكرية وعن انانية الذكورة ، و ينير عقله ويعمل علي إثراء فكره برؤي فلسفة الاجتماع والتوافق النفسي مع الجنس الآخر ، وأن يخرج عن جمود عاداته وتقاليده العتيقة أمام المرأة العلمانية المفكرة صانعة السلام والحب في العالم ، و التي تكتب تاريخها في مجتمعنا المصري من جديد

في جمهوريتنا الجديدة والتي نحلم بها من زمن بعيد ، ويسعي الشعب المصري بها مع القيادة السياسية الحكيمة إلي رفع مكانة وشأن المرأة وتقدير دورها الاجتماعي والتربوي ، وفي الشأن السياسي والاقتصادي والثقافي هي الأجدر والاحق بالمسؤولية وتحقيق صعاب المهام عن كثيرين من بعض حاملي خصائص الذكورة 

تظل المرأة هي الحلم الأول والراحة النفسية للهرمون التستوستيروني ، تستر عيوبة وتكمل نواقصه وتقوم بدوره في غيابه ، فقد تعيش المرأة بدون الهرمون وقد لا يستطيع الهرمون العيش بدونها

تحرر المرأة من جعبة الموروثات الفكرية في المجتمع وتحقيق استقلاليتها ورفع شأنها وتقديرها إلي نوع جنسها ، هي خطوة بارزة صنعتها الجمهورية المصرية الجديدة من الخروج عن جمود الافكار العتيقة ، تمنح المجتمع المصري شرف الكفاح وحلم الوصول الي الدولة المدنية والتطور الفكري والانتقال إلي عصر ذهبي تريد مصر أن تعيشه ، وما صنعته المرأة عن صياغة سطر جديد في التاريخ الاجتماعي الحديث يضع المجتمع المصري إلي درب آخر من الاتجاهات العلمانية الصريحة ، ليصرخ الجنس الناعم بكل قوة وشجاعة وحق قائلاً .. لقد ارهقت وأريد أن أغير من افكار هذا الهرمون . 

المرأة وهرمون التستوستيرون

 

التستوستيرونالمرأةجوزيف سعدصراع علماني دينيمحكمة الاسرة